ذكرَى .. وحنينٌ عَقيمْ

مشاركاتي : 8 نقاط : 3879 سجل في : 29/10/2013

أما تساءلتَ يوماً كيف سأقضِي الشتاء بعيدا عن دفئكَ ؟ كيفَ سأواجه البرد بدون معطف حبكّ ؟

أما تساءلتَ يوما كيف سأعيش بدون أنتْ ؟

أنا تساءلتُ، وتسابقتْ الأعذار كشلال - كالعادة - ..

الغريبُ أن دموعِي امتنعت عن الإجابة، وكأنها صدقتني عندما قلتْ بأنني متّ يومَ ابتعدتْ !

أويبكي الميتّ ؟

زرتُك اليوم هناكْ، اشتقتُ لابتسامتِكَ ومشاكساتِكَ ..

" اعقلي يا بنت ! متأكدة بأنكِ تجازوزتِ التاسعة من عمرك ؟ "

فأضحكْ، كمن امتُدحت من طرف الكون، وقد كنتَ الكونَ بالنسبة لي، أسرقُ قبعتك وأجري في الحديقة .. - وأضحكْ ! - تتبعني بابتسامتكَ وتناديني بالـ " هبلة "، فترتفع قهقهاتي !

كنا اتفقنا على أن لا نتفق لكنني مرغمة على الاتفاق، واتفقتُ وعقلي بأنني هبلة ! صدقتُكَ، أحببتُكَ، آمنتُ بقربكَ .. أليس هبلا ؟

ما رأيكَ سيدي بأن نلعب لعبة ؟ لنسميها التمردّ !

لنتمرد على القدرْ ونرقص على أنغام الشوق والحنين، أريدها رقصة بطيئة تتيح لي فرصة الارتواء من بحر عينيكْ،

لكن ابتعدْ ! لدي حساسية من ذلك القرب، فقط ابتعد وسأعود إليكْ !

مهلكْ ! اقترب، لا تبتعد كثيرا، لا تهجر نبضا لم يستكن لسواكْ، لا تهدي بيتي/صدرك لسواي

هناكْ .. في المنتصف تماما، هناكَ ابقَ ..

جرب شوقي فلربما يستيقظ ذلك المدعو بالقدر، ربما يسوؤه ذلك الوضع فيتمرد هو الآخر ويدفع بكَ إليّ !

قفْ هناكَ فأحياناً كل ما يجب أن نفعله هو الوقوف ..

أجلسُ بالقربِ منكْ، كلانا شاردٌ ينظرُ لتلكَ الأمواج، أو ربما لمكان أبعد، ربما نراقبُ أحلامنا التي أرسلناها للسماء، أضاعتْ طريقها واصطدمتْ بجدار الوجعْ !

- كانَ حُلماً جميلا

- لطالما كنتَ حلمي

- ولطالما كنتِ واقعا يروي ظمئي

- تجيد تضميد الجرحْ !

سجارتُكَ ؟ أينَ اختفتْ ؟

- أقلعتْ .. هه أ لم تطلبِي مني مرارا الإقلاعْ ؟

- ...

- لمَ صمتّ ؟ ألا يهمكِ إقلاعِي ؟ أم أن تركي له معها ..

- لا تكمل رجاءً، وجودكَ معها يخيفني، لمَ تحب تذكيري بخوفي دائما

خُلقتُ بقلب مثقوب وذاكرة قوية، لا تستغل أوجاعي ضدي،

وأقلعتْ ! هنيئا لكَ بها

هممتُ بالنهوض فأمسكَ بيدي :

- كنتِ حلما جميلا والأشياء الجميلة تنتهي دائما

- تجيدُ الحديثْ ..

لمْ يعد في القلبِ شيء ليحترق، رماد بقدمين على هذه الأرضْ، رحلتي إلى النسيان جوفاء، والطريقُ أمامي طويل

أنصهرْ كلما تذكرتُ بأنكَ معها .. وجعْ !

وأشتهي رحلة إلى عينيك، إبحارا إلى روحِك .. ربما أسترجعني، ربما أسترجعكَ !

بالمناسبة .. لتلكَ العينين أنا أحنّ ..

مأراوع قلمك حين يصول ويجول
بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان ..
تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها ..
دمت بحب وسعاده ..